كي نكبر
علينا ان نعيش طفولتنا..
علينا ان ننضج خلالها..
علينا ان نبلور افكارنا.. اثناءها..
لا يمكن ان نصعد سلم العمر دفعة واحدة..
كما لا يمكن ان نصعد سلم الكتابة دفعة واحدة..
حين نصر على اننا اطفال في عالم الكتابة..
حينها.. ستحبنا الاوراق اكثر..
ستعشقنا السطور..
سترافقنا الكلمات..
سنكون سعداء ونحن نتعلم كل كلمة جديدة..
سندخل الاحداث فقط لنكتب عنها..
سنعيش التجارب فقط لندونها..
ونصورها على ورق..
لن نبخل بالابجدية وقتها..
ولن تفرغ محابرنا..
فنحن اطفال عندها..
كل شي ء يحق لنا..
كل ما نحتاج ان نقوله.. سنقوله..
لن يردعنا رادع..
ولن يوقفنا شرطي الابجدية على حاجز المرور
سيمنحوننا القراء تأشيرة دخول في اي وقت نريد..
والى اي مكان نريد..
سيعطوننا الاذن بالتجول في اي زمن.. لنروي قصة .. او نسجل حكاية..
او نرسم رواية من حبر..
حين نخرج من طفولة الكلمات..
ونظن اننا اصبحنا انبياء الكلمة..
وعباقرة الابجدية..
وانه منحنا ميزة التفرد عن الاخرين.. ولم يمنحهم الا الاستماع الينا..
حين نظن اننا وصلنا الى القمة في عالم الحرف
وان كل من يقرأوننا..
لا يعرفون ان يكتبون مثلنا..
وان كل من يتابعوننا.. يعيشون لاجل حروفنا..
حين نصل الى هكذا اوهام..
ثقوا عندها.. اننا سنسقط في عالم الكتابة..
ولن نجد لاحقا اي كلمات نكتبها..
وحتى لن نجد اي قارئ يقرأنا..
الكتابة لكي تستمر بين اصابعنا تحتاج منا التواضع..
تحتاج منا ان نبقى اطفالا في محابرها..
وان نمنع اي غرور ان يعانق اقلامنا..
تحتاج منا ان نسهر لكي ننميها..
وليس ان نسهر لكي نكتب " الانا " ولا شيء غير الانا..
الكتابة كنز عظيم..
ليس كل من يمتلكه يعرف كيف يحافظ على رونقه .. وتواضعه..
فبعضهم.. يدمرون هذا الكنز..
بغرورهم.. وغبائهم..
‘‘