فكيف يترأف بنا الله ؟

فكيف يترأف بنا الله ؟

مؤخرًا ، عدت من عشاء في بيروت ، أقامته على شرفي سيدة في أحد المطاعم . آلمني ما يُباهي البعض بتركه على موائدهم من طيّبات غير ملموسة ، وأطباق لم تقربها يد ، عن ترف وتباهي ، تمنيتُ لو دعوتُ إليه ما استطعت من جياع ، وعندما تعذّر عليّ ذلك ، أصبح كل تفكيري 
( وهن يناقشنني في روايتي الأخيرة ! )
كيف أجمع ما فاضت به المائدة ، لأطعم به على الأقل حيواناً جائعا ، بدل أن يذهب الأكل إلى القمامة كما يحدث في المطاعم الفاخرة .
لفرط الهدر بلغ بي القهر أن طلبتُ علناً من النادل ، أن يجمع صحون المشاوي المتبقيّة على المائدة في علبة ، ويحضرها لي . ما كنتُ معنية بأن تَعجَب النساء الفائقات الأناقة و التشاوف لأمري . ثمّ ، لِما الحياء ؟ بافروتي نفسه كان يأخذ كلّ ما يبقى على مائدته من طعام ، وقد كان فائق الثراء .
ليلتها وأنا عائدة إلى بيتي الجبلي في سيارة أجرة ، لمحت كلباً هزيلاً تائهاً يجتاز الطريق دون وعي بحثا عن أي شيء يؤكل ، أولعلها كلبة فلقد كان على الرصيف الآخر صغارها . انتابتني حالة الجنون إياها ، وبدأ قلبي يُعتصر من الألم ، صحت بالسائق أن يتوقّف ، وأمام دهشته ، فتحت الباب دون أن أغادر السيارة ، وتركت للكلبة أرضا " غنيمتي " وعدت سعيدة إلى البيت .
إن كنت سأدخل الجنة يوماً ، فسيكون للقطط والكلاب والطيور ، الفضل الأول في أن تُفتح لي أبوابها ، فلقد سقيتها و أطعمتها لا طمعاً في ثواب ، بل شفقة و حياءً ، فأنا أخجل حتى من نظرات حيوان جائع ، وخاصة عطشان . فهو لا يملك وسيلة سوى هزاله وتيهه ليلفت نظرنا لحاله ، لكن ، من له عيون لترى هزاله وظمأه ؟ وهو تحت سماء تفوق فيها الحرارة غالباً الأربعين درجة .
وكنت أثناء صيامي في أبو ظبي وأنا أقصد مسجد الحي لأداء صلاة التراويح أو التهجد ، آخذ معي كاسات بلاستيكية من الماء ، أفتحها وأضعها في طريقي ، لتشرب منها القطط الهزيلة التي أنهكها الحرّ والظمأ . لاحقا سمعت بقصة تلك المرأة ، التي صادفت في الصحراء كلباً يكاد يموت ظمأً ، فتقاسمت معه زادها القليل من الماء ، فدخلت بسقيه الجنة .
كان زمنًا للإحسان ، بلغ فيه البرّ أن أمر عمر بن عبد العزيز بأن يأخذوا بعض الحبوب وينثروها على رؤوس الجبال ، فتأكل منها الطير وتشبع . حتى لا يقول قائل : جاعت الطيور في بلاد المسلمين . أمّا اليوم ، فيموت الناس جوعا في أكثر من بلد مسلم ، ويموت إخوة لنا في سوريا وهم في الطوابير أمام فرن ، من أجل رغيف ، بينما يُلقي به البعض بالأطنان في القمامة . ممّا جعل وزير التجارة الجزائري يطالب برفع سعر الرغيف للحدّ من التبذير . فكيف يترأف بنا الله ؟ !

اعجبني جدا فحوى الموضوع وقد وصلني ما تود قوله ،،
نعم ففي خلاصة الامر يجب علينا انتهاز اي فرصة لصنع معروف ما لربما كانت سببا في ادخالنا الجنة
واخر جملة لها آلمتني ،، فآآآه على سوريا والف آآه (نتمنى لهم فرج قريب )

لكن ،،
طريقة نقل القصة لم تعجبني
فأنا شخصا لدي ايمان داخلي بأن المعروف لا يقال ولا يجب ان يقال
ليس جديدا على احلام فلديها حب ال "انا"
كان بإمكانها ايصال الفكرة بطريقة اخرى بدون التباهي بما فعلت
(ربما كلامي هذا نابع من كراهية كبيرة لهذه الكاتبة )

الف شكر لك
آملين ان يتقبل الله منا صالح الاعمال
وان "يترأف بنا"


دمت نبض هذا المنتدى ،’

الجميل ان يكبر الحرف في نظر القارئ لا ان يتمادى بالكبر فلا يدخل عين القارئ..
شكراً جزيلاً

لا يمكن ان نصعد سلم العمر دفعة واحدة..

الكتابة لكي تستمر بين اصابعنا تحتاج منا التواضع..
تحتاج منا ان نبقى اطفالا في محابرها..
وان نمنع اي غرور ان يعانق اقلامنا..

من تواضع لله رفعه


احسنت الراي وبارك الله في تواضعك


وكما راق للبعض هذا الكلام فقد راق لي ايضا

راق لى التطفل من ثقف باب افكارك

ويال روعتها ويال روعة انتقائك

ننتظر الاروع منك

,,

موضوع رائع جدا شكرا لك

الف شكر لك اخي على الموضوع

دمت بالف خير

موضوع رائع

شكرا عل الموضوع الجميل

موضوع رائع

موضوع رائع

نشكرك عل الموضوع

نتضر منك مواضيع اخرى

شكراا عل مروركم الجميل